متــىَ يا ليبيا يَنْقَـشِعُ الظَـلامُ ويزهوُ في روابيكِ السلامُ
متى تُشْفَى الجراحُ وكلُّ داءٍ وتنتشر المحبة ُ والوِئَامُ
متى تصفوا القلوبُ وكلُّ نفسٍ وتندثرُ الملامة ُ والخصامُ
ويندحرُ الطغاةُ وكلُّ وَغْدٍ وَتَسْتَرٍحُ الأسنَّة ُ والسِهامُ
بنو المختارِ قد صانوا حِماها ففي الأوطانِ شَعْبٌ لا يُضَامُ
فلم يَرْضَوْا بعيشِ الذلِّ يوماً وما وَهَنُوا وقَد هَجَمَ اللِّئامُ
على أَبوابِ بنغازي استحالوا كبركانٍ يَثورُ ولا يَنامُ
فقد سَحقوا فلولَ البغيِ سحقاَ وشتَّتَ شملَهُم موتٌ زُؤامُ
أذاقوهُمْ مرارَ الذلّ حتى على أَعْقابِهم رَجعوا وهَاموا
هُمُ الأبطالُ في مصراتة ثاروا هُمُ الجبلُ الأشمُّ هُمُ العِظامُ
هَمُ الشَرْقُ الأبيُّ هم الجَنوبُ هُمُ الغربُ الأصيل هم الكِرامُ
هُمُ المختارُ والتاريخُ يحكي على الطغيانِ مَا سَكتوا ونَاموا
فقد عَبَروا حدودَ المجدِ حتىَّ على آثارهم تَخْطوا الأنامُ
وَقَدْ سَطَروا حروفَ العزِّ حتَّى عنِ التعبيرِ قد عَجِزَ الكَلامُ
وقدْ حَمَلوا شعاعَ النورِ حتَّى أضاءَ الليلَ فانكفأَ الظَّلامُ
وتسألُ مَنْ نكونُ وأنتَ تدري بِأنّا لا نُهانُ ولا نُسَامُ
سلِ التاريخَ والأمجادَ عنَّا تجيبك بأنَّنا عربٌ شِيامُ
فصخرٌ كالجبالِ إذا صمدنَا ونارٌ كالسعيرِ لها اضطرامُ
ونسْموا للأعالي حيتُ شِئنا ونرنوا حيثما كبر المَقَامُ
ونحن الطامحون إلى المعالي ونبحرُ حيثما عَظُمَ المَرامُ
ونحن الكاشفون إذا أردنا ويُربَطُ حين نضطر اللِّثامُ
ونشمخُ في عيون القوم كبرا ونمطرُ حين يُفْتَقَدُ الغَمامٌ
ونقسوا بالسيوف على عدانا لِيُروى من دمائِهِمُ الحُسامُ
ونعفوا إن أردنا دون خوفٍ ونعظم حين يشتدُّ اللِّحامُ
فَأُسدٌ للبطولة قد خُلِقْنَا وطيبٌ في الخلائق ما أقاموا
وإن فقد العرين لنا شهيداً يَهُبُّ مَقامَهُ شِبلٌ غُلامُ
شباب العُربِ قد صنعوا ربيعاً بثوراتٍ يُصاغُ لها وِسامُ
فتونُسُ قد غدت للعرب رمزاً ولا في مصر قد عزَّ القِيامُ
وليبيا قد تنادى بها شبابٌ ولا يمنٌ تأخَّر أو شَآمُ
عيون الماجداتِ كفا نحيباً ألا فوق الشفا يَعْلو ابتسامُ
لكِ الأمجادُ يا ليبيا فإنّي لَيُحْيِيني الهَوَى بكِ والغَرامُ

0 التعليقات

إرسال تعليق